recent
أخبار ساخنة

لماذا منع فيلم فريكس (Freaks) عن العرض لمدة خمسين عاماً

الصفحة الرئيسية

لماذا منع فيلم "فريكس" (Freaks) عن العرض لمدة خمسين عامًا؟

من بين الأفلام التي أثارت الجدل منذ عرضها، يعد فيلم "فريكس" (Freaks) واحدًا من أبرز الأمثلة على فيلم تم منعه لأسباب تتعلق بالرعب الشديد الذي لم يتحمله الجمهور في وقت عرضه. بالرغم من أن صناعة السينما كانت في مراحلها الأولى في الثلاثينات، فإن فيلم "فريكس" الذي تم عرضه لأول مرة عام 1932 أثار ردود فعل لم تكن متوقعة، إلى درجة أنه تم منعه فورًا بعد يوم من عرضه في الولايات المتحدة، وظل محظورًا لعدة عقود. لكن ما الذي كان في هذا الفيلم ليؤدي إلى منعه؟ وهل حقًا كان فيلم رعب، أم أن له هدفًا أعمق؟

بداية عرض فيلم "فريكس"

في عام 1932، تم عرض فيلم "فريكس" في دور العرض الأمريكية، وكان الفيلم قد جذب الأنظار بسبب طبيعته المثيرة. يمتد الفيلم لمدة تسعين دقيقة، وكان يحكي قصة تحتوي على بعض مشاهد الرعب، لكن لم يتوقع الجمهور أن يحدث كل هذا الهلع. مع انطفاء الأنوار وبدء العرض، أصبح الحضور في حالة من الفزع الشديد، وبدأ البعض بالصراخ فور مشاهدتهم للأحداث التي كانت تُعرض أمامهم. فما الذي كان في الفيلم لدرجة جعلت الجمهور يتفاعل بهذه الطريقة؟

استخدام الأشخاص ذوي التشوهات الخلقية

واحدة من أبرز السمات التي تميز بها فيلم "فريكس" هي استخدام المخرج للأشخاص ذوي التشوهات الخلقية بشكل حقيقي. لم تكن هذه التشوهات مجرد مكياج أو تمثيل، بل كانت تشوهات حقيقية لأشخاص ولدوا بهذه الطريقة. في تلك الفترة، كان السيرك يعتمد بشكل كبير على عرض هؤلاء الأشخاص في عروض ترفيهية، وهو ما كان يُسمى بـ "غريب الأطوار". هؤلاء الأشخاص كانوا جزءًا من العروض، وكان لكل منهم قصة مأساوية وعلاقة مؤلمة مع المجتمع.

الفيلم ضم مجموعة من الأشخاص ذوي التشوهات الجسدية مثل الأقزام، أصحاب الأجساد الضئيلة والرؤوس الكبيرة. هذه الشخصيات كانت تمثل تجسيدًا حقيقيًا لأشخاص يعيشون في مجتمع يُسخر منهم ويعاملهم بشكل قاسي.

قصة الفيلم: الحب والخيانة والمصير المروع

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من عيوب خلقية ويعملون في السيرك. تنضم إليهم فتاة جميلة وطبيعية تعمل في السيرك، وتبدأ في السخرية منهم بطرق مهينة. تتورط الفتاة في علاقة مع رجل قزم، وتكتشف أنه سيرث ثروة ضخمة بعد وفاة قريب له. تسعى الفتاة للزواج منه بهدف الوصول إلى المال، ثم تحاول قتله. لكن مع مرور الوقت، يدرك الآخرون ما يحدث ويقررون الانتقام منها بطريقة مروعة.

في نهاية الفيلم، تظهر الفتاة بشكل مُرعب، حيث تحولت إلى مسخ بجسم طائر ورأس إنسان، مما أثار رعبًا شديدًا لدى الجمهور. لكن بعد فترة طويلة، تم حذف 25 دقيقة من الفيلم، ولا يُعرف ما كانت تحتويه تلك المشاهد المفقودة.

الجدل والمقاطعة: الإتحاد القومي للمرأة

في أحد العروض الأولى للفيلم، كانت سيدة حامل بين الحضور، وعندما شاهدت الفيلم، أصابها الفزع الشديد لدرجة أن هذا أدى إلى إجهاض جنينها. أثار هذا الحادث غضب العديد من الهيئات الاجتماعية، وفي مقدمتها الإتحاد القومي للمرأة، الذي دعا إلى مقاطعة الفيلم بشكل نهائي بسبب تأثيره النفسي الشديد على المشاهدين، خاصة النساء الحوامل.

منع العرض وإعادة العرض بعد خمسين عامًا

بعد الحادثة المذكورة، تم اتخاذ قرار بمنع عرض الفيلم في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة. الفيلم ظل محظورًا لأكثر من خمسين عامًا، ولم يُعرض مجددًا إلا في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، حيث تمت إعادة عرضه في بريطانيا بعد أن كانت السينما قد تطورت بشكل أكبر وأصبح الجمهور أكثر تقبلًا لمثل هذه الأعمال الفنية المثيرة.

الرسالة الإنسانية للفيلم

على الرغم من أن فيلم "فريكس" كان يثير الرعب في المقام الأول، إلا أن الهدف منه لم يكن ببساطة خلق الفزع أو إثارة الاشمئزاز. بل كان يهدف إلى توصيل رسالة إنسانية عميقة حول كيفية تعامل المجتمع مع الأشخاص الذين يعانون من تشوهات خلقية أو أي شكل من أشكال الاختلاف الجسدي. الفيلم ينتقد السخرية والعنف الذي يتعرض له هؤلاء الأشخاص في السيرك من قبل الجمهور والمجتمع، ويظهر كيف أن العزلة والتمييز يمكن أن يؤدي إلى نتائج مروعة.

الخاتمة: بين الرعب والرسالة الإنسانية

يُعد فيلم "فريكس" من الأفلام التي تستحق التأمل، فهو ليس مجرد فيلم رعب تقليدي، بل هو رسالة قوية ضد التمييز واستغلال البشر لأغراض ترفيهية. ورغم أن تأثيره كان صادمًا للجمهور في وقت عرضه، إلا أنه مع مرور الوقت أصبح يعتبر أحد الأعمال الفنية الكلاسيكية التي تطرح تساؤلات هامة عن الإنسانية وكيفية تعاملنا مع المختلفين عنا.

google-playkhamsatmostaqltradent