مقدمة: تصاعد المعارك في دارفور وظهور عبد الرحيم دقلو
في تصعيد جديد للأوضاع في دارفور، تم تداول مقطع فيديو نادر يظهر فيه عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لقوات الدعم السريع، وهو يقود المعارك المشتعلة بين قواته والقوات المشتركة في شمال دارفور. هذه المعارك تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتنافس الأطراف المختلفة على السيطرة على الأرض والمناطق الاستراتيجية في غرب السودان.
اشتباكات عنيفة في الصحراء شمال دارفور
منذ يوم السبت 18 يناير 2025، تشهد المنطقة المحاذية للصحراء شمال دارفور اشتباكات عنيفة بين "قوات الدعم السريع" والفصائل الداعمة للجيش السوداني. المعركة تركزت في منطقة المالحة العميقة شمال دارفور، حيث يسعى كل طرف للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية. في هذه الأجواء، ظهر عبد الرحيم دقلو، الشقيق الأصغر للزعيم محمد حمدان دقلو (المعروف بـ "حميدتي")، في مقطع فيديو مدته 3 ثوانٍ من داخل المعركة، ما يشير إلى انخراطه المباشر في قيادة العمليات.
الاشتباكات بين الطرفين: انتصارات وتكبد خسائر
قدمت مصادر في "قوات الدعم السريع" تفاصيل عن الانتصارات التي حققها الجانب الموالي للدعم السريع، حيث أعلنت عن مقتل مئات من أفراد القوات المعادية والاستيلاء على 207 مركبات قتالية. من جانبها، أكدت القوات المشتركة التابعة للفصائل الدارفورية أنها نجحت في تدمير 12 مركبة قتالية، وأسرت العديد من الجنود، مما يشير إلى تكبد "الدعم السريع" خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
تحدث قائد "حركة جيش تحرير السودان"، مني أركو مناوي، عن هذا الاشتباك وأكد أن قواته تمكنت من تكبيد "الدعم السريع" خسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن عبد الرحيم دقلو يقود عمليات عسكرية تهدف إلى فتح الطريق الصحراوي الذي يربط السودان بليبيا، وهو ما يعكس الأطماع في تعزيز النفوذ في المنطقة.
التدخلات الخارجية والدعم العسكري
أثارت المعارك في دارفور تساؤلات بشأن الدعم الخارجي. وفقًا لتقارير، فإن قوات "الدعم السريع" تلقت تعزيزات عسكرية كبيرة تقدر بـ 400 آلية محملة بالأسلحة، مما يضيف أبعادًا جديدة للصراع. في الوقت نفسه، تشير بعض التقارير إلى أن هذه القوات ربما تتلقى أيضًا دعمًا من دول أخرى، مما يضاعف من تعقيد الوضع في السودان.
الوضع في ليبيا: اعتقال أسامة أنجيم ومكافحة الهجرة غير الشرعية
على الجانب الآخر من الحدود، في ليبيا، أثار اعتقال السلطات الإيطالية للعميد أسامة أنجيم، مدير "مؤسسة الإصلاح والتأهيل - عين زارة"، جدلاً واسعًا. ورغم عدم إصدار الحكومة الليبية بيانًا رسميًا بشأن الحادثة، أفادت بعض المصادر أن الاعتقال جاء بناءً على طلب من "الإنتربول". وقد أدانت المؤسسة هذا الاعتقال، معتبرة إياه تعسفيًا.
في سياق متصل، تواصل السلطات الليبية جهودها في مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تم ترحيل عدد من المهاجرين غير الشرعيين من الجنسية المصرية عبر منفذ أمساعد البري. تندرج هذه الخطوة ضمن خطة ليبية تهدف إلى تحسين إدارة الهجرة والحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها.
خاتمة: تصاعد الأزمة وارتفاع المخاطر
إن المعارك المشتعلة في دارفور، التي شهدت تصعيدًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، تشير إلى حالة من الاستقطاب الشديد في السودان. تحاول كل جهة توسيع نفوذها والسيطرة على مناطق حيوية، مما يعكس تعقيد الأزمة السودانية. في الوقت نفسه، تسعى ليبيا جاهدة لمكافحة الهجرة غير الشرعية واحتواء التداعيات الأمنية لهذه الظاهرة. مع استمرار الصراعات الإقليمية وتداعياتها، تظل المنطقة على موعد مع المزيد من التحديات.
الخاتمة:
تستمر الأحداث في المنطقة في التطور بوتيرة سريعة، حيث تنعكس المعارك في دارفور على المشهد السياسي السوداني، في وقت حساس تتداخل فيه العديد من القوى المحلية والدولية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة المزيد من التصعيد والتدخلات العسكرية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.