العنصرية توقف مواجهة ريال سوسيداد وريال مدريد في كأس ملك إسبانيا
في مباراة شهدت توترًا كبيرًا، أوقف الحكم سانشيز مارتينيز مواجهة ريال سوسيداد أمام ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا بسبب الهتافات العنصرية التي صدرت من جماهير سوسيداد ضد لاعب ريال مدريد، ماركو أسينسيو.
تفاصيل الواقعة
المباراة التي أُقيمت على ملعب أنويتا بدأت بشكل طبيعي، إلا أن الأمور تصاعدت في الدقيقة 45 عندما أطلقت جماهير ريال سوسيداد هتافات عدائية تضمنت عبارات مسيئة ضد أسينسيو بعد تدخله العنيف على أندر بارينيتشيا، لاعب سوسيداد، والذي تسبب في حصوله على بطاقة صفراء.
بسبب هذه الهتافات، أوقف الحكم اللقاء لمدة ثلاث دقائق، وأجرى محادثات مع قادة الفريقين؛ فينيسيوس جونيور من ريال مدريد وميكيل أويارزابال من ريال سوسيداد، إلى جانب مدربي الفريقين كارلو أنشيلوتي وإيمانول ألجاوسيل. كما تم استدعاء أفراد الأمن للتعامل مع الموقف.
إجراءات الحد من العنصرية
في خطوة لمحاولة تهدئة الجماهير، قام أويارزابال قائد سوسيداد بمطالبتهم بالهدوء، في حين عرضت الشاشة الرئيسية في الملعب رسالة تحث المشجعين على نبذ العنصرية، وجاء فيها: "لا للهتافات العنصرية وكراهية الأجانب وعدم التسامح، شجع ودعم الفريق مع احترام المنافس"، وذلك باللغتين الإسبانية والباسكية.
أحداث المباراة
رغم الأجواء المشحونة، انتهى الشوط الأول بتقدم ريال مدريد بهدف نظيف سجله اللاعب البرازيلي الشاب إندريك بعد تمريرة حاسمة من الإنجليزي جود بيلينجهام. واستمر اللقاء في الشوط الثاني دون مزيد من التوقفات، لينتهي بفوز ريال مدريد بهدف دون رد.
مباراة الإياب والتأثيرات المحتملة
من المقرر أن تُقام مباراة الإياب على ملعب سانتياجو برنابيو يوم 1 أبريل القادم، حيث يسعى ريال مدريد لحسم التأهل إلى النهائي. وعلى الجانب الآخر، انتهت مواجهة نصف النهائي الأخرى بين برشلونة وأتلتيكو مدريد بتعادل مثير 4-4، مما يجعل المنافسة على اللقب في غاية الإثارة.
العنصرية في الملاعب الإسبانية
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على مشكلة العنصرية في الملاعب الإسبانية، والتي كانت موضوعًا للنقاش في العديد من المناسبات، خاصة مع تكرار تعرض اللاعبين ذوي الأصول الأفريقية، مثل فينيسيوس جونيور، لهتافات عنصرية في أكثر من مباراة خلال المواسم الأخيرة.
الاتحاد الإسباني لكرة القدم ورابطة الليجا أكدا مرارًا على التزامهما بمحاربة العنصرية واتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مظاهر تمييز، لكن هذه الحوادث لا تزال تتكرر، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية العقوبات المطبقة حاليًا.
خاتمة
بينما تستمر المنافسة في كأس ملك إسبانيا، تبقى العنصرية مشكلة تؤرق كرة القدم العالمية، مما يستدعي تدابير أكثر صرامة لحماية اللاعبين وضمان بيئة رياضية صحية. فهل نشهد قريبًا إجراءات أكثر حدة للقضاء على هذه الظاهرة؟ الأيام القادمة ستكشف مدى جدية الاتحادات الرياضية في التعامل مع هذا التحدي المستمر.