recent
أخبار ساخنة

حقيقة الجدل حول توقيت صلاة الفجر في مصر خلال رمضان 2025.. الإفتاء تحسم الأمر نهائيًا

الصفحة الرئيسية

حقيقة الجدل حول توقيت صلاة الفجر في مصر خلال رمضان 2025.. الإفتاء تحسم الأمر نهائيًا

مقدمة: لماذا يتجدد الجدل حول توقيت الفجر كل عام؟

مع حلول شهر رمضان من كل عام، تتجدد التساؤلات حول دقة توقيت صلاة الفجر في مصر، إذ يثير البعض جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن صحة الموعد المحدد للأذان، بل ويذهب البعض إلى الادعاء بأن توقيت الفجر في القاهرة يسبق مكة المكرمة أحيانًا، رغم أن الأخيرة تقع جغرافيًا شرق العاصمة المصرية. هذا الجدل لم يمر دون رد حاسم من دار الإفتاء المصرية، التي أكدت أن الحسابات الفلكية المعتمدة منذ عقود تثبت صحة توقيت الفجر كما هو معمول به حاليًا.

الإفتاء تؤكد صحة توقيت الفجر في مصر

في بيان رسمي صادر عن دار الإفتاء المصرية، شددت المؤسسة الدينية على أن توقيت الفجر الصادق المُحدد في مصر، وهو عند انخفاض الشمس تحت الأفق الشرقي بمقدار 19.5 درجة، هو التوقيت الصحيح بلا أدنى شك. وأوضحت أن هذا الحساب الفلكي يعتمد على العلامة الشرعية لظهور الفجر الصادق، وهو انتشار الضوء في الأفق أفقيًا، وليس الفجر الكاذب الذي يكون على هيئة ضوء عمودي يشبه المخروط المقلوب.

وأكدت دار الإفتاء أن تحديد هذا الموعد لم يأتِ عشوائيًا، بل تم إقراره بناءً على دراسات فلكية دقيقة، كما أنه يتوافق مع ما توارثه علماء المسلمين عبر القرون، مما يجعله توقيتًا شرعيًا معتمدًا لا يحتمل الشك أو التعديل.

لماذا يثار الجدل حول توقيت الفجر؟

رغم تأكيدات المؤسسات الدينية، إلا أن هناك من يشكك في صحة التوقيت الحالي، مستندين إلى بعض الفروقات الزمنية بين المدن المختلفة، خاصةً أن القاهرة تقع غرب مكة المكرمة، ومع ذلك يرفع أذان الفجر فيها أحيانًا قبل مكة.

لكن وفقًا لعلم الفلك، فإن توقيت الفجر لا يعتمد فقط على خطوط الطول، بل يتأثر أيضًا بدوائر العرض، مما يجعل المقارنات بين مدينتين على خطي عرض مختلفين أمرًا غير دقيق. فالقاهرة تقع على خط عرض 30° شمالًا، بينما تقع مكة على خط عرض 21.4° شمالًا، وهو ما يؤدي إلى اختلاف طول النهار بين المدينتين في أوقات مختلفة من السنة.

الفرق بين الفجر الصادق والفجر الكاذب

أكد علماء الفلك أن هناك فرقًا جوهريًا بين الفجر الصادق والفجر الكاذب، حيث يتمثل الفجر الكاذب في ظهور ضوء أبيض باهت في الأفق على شكل عمود رأسي سرعان ما يختفي، بينما يتميز الفجر الصادق بانتشار الضوء أفقيًا في الأفق الشرقي، وهو ما يمكن ملاحظته بالعين المجردة.

وأوضحت دار الإفتاء أن الحسابات الفلكية المستخدمة حاليًا في مصر تعتمد على الفجر الصادق، وهو ما يجعل توقيت الأذان مطابقًا لما ورد في القرآن والسنة، مشددةً على أن أي محاولات للتشكيك في ذلك تمثل تشويشًا غير قائم على أي أدلة علمية أو دينية.

كيف يتم تحديد مواقيت الصلاة فلكيًا؟

يتم تحديد مواقيت الصلاة بناءً على حسابات دقيقة تتعلق بموقع الشمس بالنسبة للأرض، حيث يستخدم العلماء زوايا انخفاض الشمس تحت الأفق كمعيار أساسي. في حالة صلاة الفجر، يتم اعتماد الزاوية التي تبدأ عندها أشعة الشمس في الانتشار أفقيًا في الأفق، وهي 19.5° تحت الأفق الشرقي في مصر.

وهذه الحسابات لم تُحدد حديثًا، بل تم دراستها عبر العصور من قبل علماء الشريعة والفلك، كما تم التحقق منها عمليًا عبر الرصد الفلكي المباشر، مما يثبت صحتها بشكل قاطع.

الرد على مزاعم التشكيك في توقيت الفجر

أكدت دار الإفتاء أن التشكيك في توقيت الفجر ليس مجرد اعتراض على مسألة فلكية، بل يتضمن في جوهره طعنًا في صحة العبادات التي يؤديها ملايين المسلمين منذ قرون، مثل الصلاة والصيام.

وأوضحت أن هذه المزاعم تستند إلى فهم خاطئ للجغرافيا والفلك، حيث إن الفارق الزمني بين المدن لا يعتمد فقط على خط الطول، بل يتأثر أيضًا بالموقع الجغرافي لكل مدينة من حيث دوائر العرض.

كما شددت الإفتاء على أن مثل هذه الادعاءات تستلزم، من حيث المنطق، اتهام علماء المسلمين والفلكيين على مر العصور بالجهل والخطأ، وهو أمر غير مقبول علميًا ولا دينيًا، خاصةً أن المواقيت الشرعية للصلاة تخضع لرصد دقيق ومعتمد من جهات متخصصة.

خلاصة الأمر: هل يجب الالتفات إلى الجدل الدائر؟

في ظل الحقائق الفلكية والشرعية المؤكدة، يصبح الجدل حول توقيت الفجر في مصر غير ذي جدوى، حيث إنه يعتمد على سوء فهم لآلية تحديد المواقيت، فضلًا عن إغفال العوامل الجغرافية المؤثرة.

وعليه، فإن المسلمين في مصر يمكنهم الاعتماد بثقة على التوقيت الرسمي لأذان الفجر، دون قلق أو تشكيك، خاصةً أن هذا التوقيت متطابق مع ما أقره العلماء قديمًا وحديثًا.

خاتمة: اليقين أساس العبادات

العبادات في الإسلام تقوم على اليقين، لا الشك، وقد أكد العلماء والجهات الدينية المختصة أن توقيت الفجر في مصر محسوم ولا جدال فيه، بناءً على أدلة شرعية وفلكية قاطعة. لذلك، فإن الالتفات إلى هذه الشكوك غير المبررة لا يخدم إلا في نشر البلبلة بين الناس، في حين أن الواجب هو الاعتماد على المصادر الموثوقة، مثل دار الإفتاء المصرية، التي تعمل على تأكيد صحة المواقيت الشرعية بدقة تامة.

google-playkhamsatmostaqltradent