مقدمة
لطالما كان المخرج محمد سامي واحدًا من أبرز الأسماء في دراما رمضان خلال السنوات الأخيرة، حيث نجح في تقديم أعمال حصدت مشاهدات ضخمة وأثارت الكثير من الجدل، مثل جعفر العمدة والبرنس. ومع ذلك، يبدو أن هذا العام لم يكن على نفس الوتيرة، إذ لوحظ تراجع في شعبية أعماله مقارنة بالسنوات السابقة. فما الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع؟ وهل فقدت أعماله بريقها بسبب التكرار أم أن المنافسة أصبحت أقوى؟
تراجع واضح في ترتيب المسلسلات
وفقًا للناقد الفني أندرو محسن، لم تحقق مسلسلات محمد سامي هذا العام نفس الضجة التي اعتادت عليها أعماله السابقة. حيث كتب عبر حسابه على "فيسبوك" معلقًا:
"أعتقد إن السنادي فيه تراجع واضح لشعبية مسلسلات محمد سامي، والسبب مش غياب محمد رمضان، لأنه السنة اللي فاتت نجح مع مي عمر بمسلسل نعمة الأفوكاتو. مابقولش إن المسلسلين السنادي فشلوا لكن مالهمش نفس الصدى ولا بيحتلوا المراكز التلاتة الأولى على شاهد، لحد آخر مرة شفت كان إش إش الرابع وسيد الناس الخامس، وبالتأكيد مافيش لمة القهاوي اللي كانت بتحصل على جعفر العمدة".
بالمقارنة مع السنوات السابقة، كان الجمهور يتابع مسلسلات محمد سامي بشغف كبير، حيث كانت حديث الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي. لكن هذا العام، لم تستطع أعماله تحقيق نفس الزخم، ولم تدخل قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في المراكز الأولى.
هل الجمهور ملّ من التكرار؟
أحد الأسباب التي أشار إليها النقاد والجمهور هو التكرار في الحبكة والشخصيات، حيث أصبحت أعمال محمد سامي تسير وفق نمط معروف، مما أدى إلى فقدان عنصر المفاجأة والتشويق.
منذ نجاح مسلسل البرنس في 2020، لاحظ الجمهور أن هناك نمطًا متكررًا في أعماله:
1. بطل قوي وذكي يتعرض للظلم ثم ينتقم.
2. شخصيات شريرة مبالغ في أدائها.
3. حوارات مليئة بالتهديدات والتحدي.
4. بيئة شعبية مليئة بالمشاحنات والصراعات.
هذا النمط أصبح متوقعًا، مما جعل الجمهور يشعر بالملل. وكما قال أندرو محسن: "ببساطة شديدة من الحلقة الأولى لسيد الناس وإش إش ممكن استنتاج أغلب تفاصيل الحبكة، وده لأن الشخصيات بتطلع تقول ده بكل وضوح أولًا ولأن الشكل ده احنا شفنا زيه بالظبط في مسلسلات سامي السابقة".
المنافسة القوية هذا العام
لا يمكن إنكار أن المنافسة في دراما رمضان 2025 كانت أكثر شراسة، حيث ظهرت أعمال درامية جديدة بأساليب سرد مختلفة وجذبت جمهورًا واسعًا. ومن بين هذه المسلسلات، العتاولة 2، الذي قُدم بطريقة جديدة بعيدًا عن الميلودراما المبالغ فيها، مما جعل المشاهدين ينجذبون إليه.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت منصات العرض مثل "شاهد" و"نتفليكس" خيارات متنوعة، مما أعطى الجمهور فرصة لمشاهدة أعمال مختلفة بعيدًا عن التكرار.
أداء الممثلين: نقطة ضعف جديدة؟
من بين العوامل الأخرى التي أثرت على نجاح مسلسلات محمد سامي هذا العام، هو أداء الممثلين. فبينما كان يعتمد سابقًا على نجوم كبار مثل محمد رمضان وأحمد زاهر وروجينا، اعتمد هذا العام على وجوه جديدة لم تقدم الأداء المتوقع.
النقاد أشاروا إلى أن الأداء في مسلسلي "إش إش" و"سيد الناس" كان متواضعًا، باستثناء بعض الشخصيات القليلة التي استطاعت تقديم أداء مقنع. وهذا ما جعل المشاهدين لا يشعرون بالحماس الكافي لمتابعة الحلقات كما حدث مع جعفر العمدة مثلًا.
هل يحتاج محمد سامي إلى تجديد أسلوبه؟
بناءً على كل هذه العوامل، يبدو أن محمد سامي يحتاج إلى إعادة النظر في أسلوبه الإخراجي والسردي. إذا استمر في تقديم نفس التيمات بنفس الشكل، فمن المحتمل أن يتراجع أكثر في المواسم القادمة.
يمكنه التفكير في:
1. تنويع الحبكات: الخروج من إطار المسلسلات الشعبية والانتقام، وتجربة أنواع درامية جديدة مثل الأكشن أو الفانتازيا.
2. التعاون مع كتاب آخرين: بدلاً من كتابة أعماله بنفسه، يمكنه الاستعانة بمؤلفين لديهم رؤى مختلفة.
3. الاعتماد على ممثلين جدد بأداء قوي: البحث عن وجوه جديدة تمتلك إمكانيات تمثيلية عالية بعيدًا عن الدائرة المعتادة التي يعمل معها.
الخاتمة
رغم أن محمد سامي لا يزال اسمًا بارزًا في عالم الدراما، إلا أن تراجع شعبيته هذا العام يرسل له رسالة واضحة: الجمهور لم يعد يقبل التكرار بسهولة، والمنافسة أصبحت أقوى. إذا أراد استعادة بريقه، فعليه أن يجدد أسلوبه ويبتعد عن النمط المكرر، حتى يتمكن من العودة بقوة في المواسم القادمة.