يترقب عشاق الكرة العربية واحدة من أبرز وأقوى المواجهات في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يلتقي المنتخبان الشقيقان الأردن وفلسطين مساء اليوم الخميس 20 مارس 2025، ضمن منافسات الجولة السابعة، في لقاء يحمل طابعًا خاصًا يجمع بين التحدي والإصرار والبحث عن الأمل في مشوار المونديال المرتقب.
موعد المباراة والملعب
تقام هذه المباراة المرتقبة على أرضية استاد عمان الدولي، حيث تنطلق صافرة البداية في تمام الساعة 8:15 مساءً بتوقيت القاهرة، وسط حضور جماهيري متوقع أن يملأ مدرجات الاستاد لمساندة النشامى في هذا اللقاء الحاسم، بينما يأمل الفلسطينيون في خطف نتيجة إيجابية من قلب العاصمة الأردنية عمان.
موقف المنتخبين في المجموعة الثانية
ويأتي المنتخب الأردني في المركز الثالث بجدول ترتيب المجموعة الثانية برصيد 9 نقاط، بعد أداء متباين في الجولات السابقة، مما يجعله مطالبًا بتحقيق الفوز في هذه المواجهة من أجل الاستمرار في ملاحقة منتخب كوريا الجنوبية الذي يتصدر المجموعة برصيد 14 نقطة، يليه العراق في المركز الثاني برصيد 11 نقطة.
أما المنتخب الفلسطيني، فيدخل اللقاء وهو يقبع في المركز السادس والأخير برصيد 3 نقاط فقط، ليكون أمامه تحدٍ صعب للغاية لإحياء آماله الضئيلة في المنافسة، والابتعاد عن شبح الخروج المبكر من التصفيات.
أهمية المباراة للمنتخبين
تحمل هذه المباراة أهمية قصوى لكلا المنتخبين، حيث يسعى منتخب الأردن بقيادة المدرب عدنان حمد لتأكيد تفوقه التاريخي وتحقيق النقاط الثلاث للبقاء على مقربة من مراكز التأهل المباشر أو خوض الملحق الآسيوي.
من جانبه، يدخل المنتخب الفلسطيني اللقاء بروح قتالية عالية رغم صعوبة موقفه في المجموعة، مستندًا إلى رغبة قوية في تحسين ترتيبه على سلم الترتيب العام، وتسجيل حضور مشرف في التصفيات الحالية، على أمل قلب المعطيات في قادم الجولات.
مفاتيح اللعب في منتخب الأردن
يعتمد النشامى على كوكبة من اللاعبين المميزين، يتصدرهم نجم نادي مونبلييه الفرنسي موسى التعمري، الذي يعد الورقة الرابحة في الهجوم بفضل سرعته ومهاراته الفردية العالية. كما يبرز أيضًا المهاجم يزن النعيمات صاحب اللمسات الحاسمة، بالإضافة إلى المهاجم الشاب مهند أبو طه الذي أثبت جدارته في خط الهجوم.
في وسط الملعب، تتجه الأنظار إلى نزار الرشدان وإبراهيم سعادة اللذين يلعبان دورًا محوريًا في الربط بين الدفاع والهجوم، إضافة إلى صلابة خط الدفاع الذي يقوده الثنائي يزن العرب وعبد الله نصيب، مع الحارس المخضرم يزيد أبو ليلى الذي يشكل صمام أمان للمنتخب الأردني.
طموح الفدائي ومفاتيح التفوق
في المقابل، يسعى المنتخب الفلسطيني بقيادة المدرب مكرم دبدوب للظهور بصورة مشرفة رغم صعوبة المواجهة، ويعتمد الفريق بشكل رئيسي على قدرات مهاجمه الخطير وسام أبو علي، لاعب النادي الأهلي المصري، والذي يعوّل عليه الجميع لصناعة الفارق في الخط الأمامي بفضل خبراته في الملاعب العربية.
كما تبرز في صفوف الفدائي عناصر هجومية واعدة مثل زيد قنبر وعدي الدباغ، بجانب عدي خروب في وسط الميدان، إضافة إلى صلابة الدفاع بقيادة ياسر حمد ومصعب البطاط، الذين سيكون عليهم مهمة إيقاف خطورة التعمري وزملائه.
تاريخ المواجهات بين المنتخبين
التقى المنتخبان الأردني والفلسطيني في 13 مناسبة سابقة على مختلف المستويات، وكانت الغلبة واضحة لصالح النشامى الذين تمكنوا من تحقيق الفوز في 8 مباريات، بينما فاز المنتخب الفلسطيني في مباراة واحدة فقط، وحسم التعادل 4 مواجهات أخرى. وكانت آخر مواجهة جمعت بين المنتخبين قد انتهت بفوز الأردن بثلاثة أهداف مقابل هدف، ما يعكس الفارق في نتائج المواجهات المباشرة، لكنه لا يلغي عنصر المفاجأة الذي قد يحمله اللقاء الحالي.
التشكيل المتوقع لكلا المنتخبين
منتخب الأردن المتوقع:
حراسة المرمى: يزيد أبو ليلى
الدفاع: محمد أبو نادي – يزن العرب – عبد الله نصيب – إحسان حداد
الوسط: نزار الرشدان – إبراهيم سعادة – محمود مرضي
الهجوم: موسى التعمري – يزن النعيمات – مهند أبو طه
منتخب فلسطين المتوقع:
حراسة المرمى: رامي حمادة
الدفاع: كاميلو سالدانيا – ياسر حمد – ميلاد تيرمانيني – مصعب البطاط
الوسط: جوناثان كانتيانا – عدي خروب
الهجوم: زيد قنبر – عدي الدباغ – وسام أبو علي
دوافع نفسية كبيرة للمنتخبين
تمثل هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا للحالة النفسية والمعنوية لكل من الأردن وفلسطين، فالمنتخب الأردني يدخل المواجهة بثقة نسبية مستندًا إلى أرقامه الإيجابية وتفوقه التاريخي، إلى جانب دعم جماهيره التي ستملأ المدرجات.
أما المنتخب الفلسطيني، فيلعب المباراة بضغوط أقل كونه الطرف الأقل حظًا على الورق، لكنه في ذات الوقت يتمتع بإرادة قوية لمحاولة قلب التوقعات وتحقيق فوز غالٍ يعيد للفريق الأمل في التصفيات.
الأجواء الجماهيرية والآمال المنتظرة
من المنتظر أن تشهد المباراة أجواء جماهيرية رائعة تعكس عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين، رغم حساسية المواجهة وصعوبتها داخل المستطيل الأخضر. الجماهير الأردنية تطمح لرؤية فريقها يحقق الفوز ويواصل مشوار المنافسة، بينما يتمنى عشاق الفدائي أن تكون هذه المواجهة نقطة انطلاقة جديدة لفريقهم في التصفيات.
خاتمة
في النهاية، تبدو مباراة الأردن وفلسطين بمثابة صراع شرس بين منتخبين عربيين تجمعهما الجغرافيا وتفرقهما الحسابات الكروية، مباراة عنوانها "إما البقاء في دائرة المنافسة أو التعثر والتراجع". ومن المؤكد أن أعين الجماهير العربية ستكون مشدودة نحو استاد عمان الدولي الليلة لمتابعة هذا النزال الحاسم، في انتظار ما ستسفر عنه المواجهة من سيناريو مثير قد يكتب سطرًا جديدًا في تاريخ لقاءات المنتخبين.
هل تتوقع أن ينجح الفدائي في تحقيق المفاجأة، أم أن النشامى سيواصلون تفوقهم المعتاد؟ سنعرف الإجابة مساء اليوم.