بقلم: محمد الحاوي | الخميس 20 مارس 2025 – الساعة 11:27 صباحاً
في ليلة كادت أن تعمق جراحه، أفلت الزمالك من خسارة جديدة كادت أن تزيد من متاعبه في بطولة كأس عاصمة مصر، بعدما نجح بصعوبة في اقتناص تعادل قاتل أمام فريق الجونة بنتيجة (1-1)، في اللقاء الذي جرى مساء أمس الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في البطولة التي تشهد هذا الموسم نسختها الرابعة.
ورغم حصول الزمالك على أول نقطة له في البطولة، إلا أن الأداء الذي ظهر به الفريق أثار علامات استفهام كبيرة حول مدى جاهزيته الذهنية والبدنية للعودة إلى سكة الانتصارات وتصحيح مساره في واحدة من البطولات المحلية التي لم تكن أولوية له في السنوات الماضية، لكنها باتت الآن اختبارًا صريحًا لقوة الفريق ومدى قدرته على المنافسة.
هدف الونش.. منقذ الزمالك من فخ الجونة
لم يكن أداء الزمالك مقنعاً لجماهيره التي تابعت المباراة بحالة من القلق والتوتر طوال دقائق اللقاء، خاصة مع تسجيل الجونة هدف التقدم الذي هدد بخسارة جديدة للفريق الأبيض. ولكن كالعادة في مثل هذه اللحظات الحرجة، ظهر قلب الدفاع المخضرم محمود حمدي "الونش" ليؤدي دور المنقذ، بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع (90+5)، بعد متابعة جيدة لكرة عرضية داخل منطقة الجزاء، استغل خلالها ارتباك دفاع الجونة وحارس مرماه.
الهدف كان كافياً لإنقاذ الزمالك من هزيمة خامسة في سجله ببطولة كأس عاصمة مصر، لكنه في الوقت ذاته لم ينجح في إقناع الجماهير التي ترى أن التعادل في اللحظات الأخيرة لا يعكس تطوراً حقيقياً في أداء الفريق.
استمرار لعنة الأداء المتذبذب في البطولة
التعادل الأخير أمام الجونة أعاد إلى الأذهان سيناريو متكرراً للفريق الأبيض في هذه البطولة، إذ لم يستطع الزمالك أن يفرض شخصيته حتى الآن في البطولة التي تعتبرها جماهيره فرصة لحصد الألقاب المحلية في ظل ابتعاده النسبي عن المنافسة في الدوري الممتاز.
الزمالك خاض حتى الآن سبع مباريات عبر مشاركاته المتفرقة في كأس عاصمة مصر خلال النسخ الثلاث التي شارك فيها (مع اعتذاره عن نسخة العام الماضي)، لكنه لم يحقق سوى فوز وحيد، بينما تعادل مرتين وخسر أربع مرات، وهو سجل لا يتناسب مطلقاً مع حجم وتاريخ أحد أكبر أندية مصر وإفريقيا.
الزمالك في كأس عاصمة مصر.. تاريخ متواضع وأرقام محبطة
إذا نظرنا إلى سجل الزمالك في البطولة منذ انطلاقها نجد أن الفريق الأبيض يعاني من ضعف كبير على مستوى النتائج:
فوز وحيد: تحقق أمام سيراميكا كليوباترا.
تعادلان: أحدهما أمام إنبي، والآخر في اللقاء الأخير أمام الجونة.
أربع هزائم: جاءت على يد كل من فاركو، غزل المحلة، طلائع الجيش، وأخيراً البنك الأهلي.
هذا الأداء المهتز دفع جماهير الزمالك للتساؤل عن أسباب تراجع الفريق في البطولة، التي يبدو أن اللاعبين والجهاز الفني لم يمنحوها القدر الكافي من الاهتمام، مما انعكس على المستوى الفني والذهني داخل المستطيل الأخضر.
التعادل ينقذ الزمالك من الخسارة الخامسة
كان الزمالك على بُعد دقائق معدودة من تلقي هزيمته الخامسة في البطولة، لولا هدف الونش القاتل الذي جاء عكس مجريات اللقاء في اللحظات الأخيرة. وأظهرت المباراة مجددًا أن الفريق لا يزال يعاني من عدة أزمات فنية، أبرزها البطء في بناء الهجمات، وضعف الحلول الهجومية أمام المرمى، فضلًا عن المساحات الشاسعة في خط الوسط التي يستغلها المنافسون في تنفيذ الهجمات المرتدة.
تحذيرات وتحليل فني: الأخطاء تتكرر والخيارات محدودة
عند تحليل أداء الزمالك أمام الجونة، يتضح أن الفريق ما زال يكرر نفس الأخطاء التي لاحقته في مبارياته السابقة، سواء في كأس عاصمة مصر أو حتى على مستوى الدوري المحلي. الفريق افتقد التنسيق بين خطي الوسط والهجوم، وظهر متردداً في اتخاذ القرارات داخل منطقة جزاء المنافس، وهو ما منح الجونة أفضلية نسبية في الشوط الأول الذي شهد تقدم الفريق الساحلي بهدف مبكر، قبل أن تتغير الأمور في الشوط الثاني بفعل ضغط الزمالك الذي جاء متأخراً للغاية.
الجهاز الفني بقيادة المدير الفني، الذي يواجه انتقادات متزايدة، لجأ إلى تغييرات هجومية في الدقائق الأخيرة أسفرت عن تحسن نسبي في الأداء، لكن الفريق استمر في الاعتماد على الكرات العرضية والكرات الثابتة التي كان إحداها سبباً في هدف الونش.
وضعية الزمالك في المجموعة الأولى.. الحسابات تزداد تعقيدًا
يقبع الزمالك حالياً في المجموعة الأولى بجوار فرق: بتروجيت، الجونة، مودرن سبورت، وسموحة، وقد باتت فرص الفريق في التأهل إلى الأدوار الإقصائية مرتبطة بنتائج الجولات المقبلة، خاصة أن الفريق لا يحتمل فقدان المزيد من النقاط إذا ما أراد المنافسة على اللقب.
من جانبه، يستعد الزمالك لمواجهة صعبة ضد بتروجيت يوم الأحد المقبل الموافق 23 مارس 2025، في الجولة الثالثة من دور المجموعات، وهي المباراة التي ستكون فاصلة للفريق الأبيض من أجل استعادة الثقة وتقديم عرض هجومي مغاير لما قدمه أمام الجونة.
الإصابات تضرب صفوف الأبيض.. وأزمة فتوح تتفاقم
وفي سياق آخر، تلقى الزمالك ضربة موجعة بعدما أعلن الجهاز الطبي إصابة الظهير الأيسر أحمد فتوح بتورم في الركبة، وهو ما يضع الفريق في ورطة حقيقية خاصة في ظل قلة الخيارات المتاحة في هذا المركز الحيوي. الجهاز الطبي أوضح أن اللاعب سيخضع لفحوصات إضافية لتحديد مدى قدرته على اللحاق بالمباراة المرتقبة أمام بتروجيت.
الجماهير البيضاء.. صبر بدأ ينفد
ردود الفعل من جماهير الزمالك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد المباراة كشفت عن حالة من الإحباط والقلق من أداء الفريق، إذ أشار البعض إلى أن أداء الزمالك بات متراجعاً حتى أمام الفرق المتوسطة والصاعدة حديثاً مثل الجونة، ما يثير المخاوف حول قدرة الفريق على تحقيق أي لقب هذا الموسم.
في الوقت ذاته، طالبت الجماهير مجلس الإدارة بضرورة التدخل السريع لتصحيح المسار، إما عبر دعم الفريق بعناصر جديدة في فترة الانتقالات القادمة، أو بإجراء تغييرات على مستوى الجهاز الفني الذي يتعرض لضغوط كبيرة.
ختامًا.. هل يستفيق الزمالك في الجولات المقبلة؟
رغم أن نقطة التعادل أمام الجونة جاءت في الوقت القاتل ومنحت الفريق الأبيض متنفسًا مؤقتاً، إلا أن الوضع العام لا يزال يثير القلق داخل أروقة القلعة البيضاء. الزمالك يحتاج إلى معالجة عاجلة للأخطاء الفنية، خاصة على مستوى التنظيم الدفاعي والفعالية الهجومية، إذا ما أراد العودة بقوة في البطولة.
الجولة المقبلة أمام بتروجيت قد تمثل طوق النجاة للفريق، فإما أن تكون بداية الصحوة، أو امتدادًا لسلسلة النتائج السلبية التي باتت تهدد موسم الفريق بشكل عام.