"دي لا فوينتي يبعد أسينسيو وبينو قبل مواجهة هولندا.. غموض يسبق ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية"
في خطوة مفاجئة قبيل مواجهة حاسمة في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية، قرر المدير الفني للمنتخب الإسباني، لويس دي لا فوينتي، استبعاد كل من راؤول أسينسيو، مدافع ريال مدريد، وييريمي بينو، جناح فياريال، من قائمة "لاروخا" التي ستواجه منتخب هولندا في مباراة الذهاب المقررة في روتردام.
قرار فني أم إصابة؟
هذا القرار أثار العديد من التساؤلات في الأوساط الإعلامية وبين جماهير المنتخب الإسباني، خصوصاً في ظل عدم صدور أي توضيح رسمي من دي لا فوينتي أو الاتحاد الإسباني بشأن الأسباب الحقيقية وراء هذا الاستبعاد. هل يتعلق الأمر برؤية فنية من المدرب، أم أن هناك إصابات خفية لم يُفصح عنها حتى الآن؟ يبقى الغموض سيد الموقف.
أسينسيو، البالغ من العمر 22 عامًا، والذي يلعب في مركز قلب الدفاع مع ريال مدريد، كان قد تلقى استدعاءه الأول للمنتخب الإسباني قبل أيام قليلة، مما زاد من ترقّب الجميع لرؤيته بقميص "لاروخا" في واحدة من أهم بطولات القارة. اللاعب الذي خاض هذا الموسم 14 مباراة في الدوري الإسباني و8 مباريات في دوري أبطال أوروبا، ظهر بمستوى مميز مع النادي الملكي، ما جعل استبعاده صدمة للمتابعين.
مستقبل واعد ينتظر بينو
أما عن ييريمي بينو، فهو أحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الإسبانية خلال السنوات الأخيرة. الجناح السريع لفياريال قد سبق له تمثيل المنتخب في عدة مناسبات، وأظهر تطورًا لافتًا في مستواه مع "الغواصات الصفراء". استبعاده المفاجئ من القائمة عزز من حالة الجدل حول تحضيرات المنتخب لموقعة روتردام المرتقبة.
مواجهة مصيرية في روتردام
تُقام المباراة مساء الخميس على ملعب "دي كويب" في روتردام، وسط ترقب جماهيري كبير لهذه القمة الأوروبية التي تجمع بين منتخبين عريقين يمتلكان تاريخًا حافلًا بالإنجازات في البطولات القارية والعالمية. المنتخب الإسباني يسعى للعودة إلى منصات التتويج بعد الأداء المتذبذب في البطولات الأخيرة، بينما يأمل الهولنديون في استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية قبل لقاء الإياب في فالنسيا.
الإياب في ميستايا.. هل يستعيد لاروخا قوته الضاربة؟
ومن المقرر أن تُقام مباراة الإياب يوم 23 مارس على ملعب ميستايا في فالنسيا، حيث يأمل الإسبان في تحقيق التأهل إلى نصف النهائي، خاصة إذا ما نجحوا في تحقيق نتيجة طيبة في روتردام. ولم تُكشف حتى الآن إن كان أسينسيو وبينو سيكونان جزءًا من قائمة الإياب أم أن الاستبعاد سيستمر حتى نهاية الدور الحالي.
تصريحات اللاعبين والجهاز الفني
ورغم التكتم الرسمي، عبّر عدد من لاعبي المنتخب الإسباني في تصريحات إعلامية عن ثقتهم في قرارات دي لا فوينتي، معتبرين أن المدرب يسعى لإعداد الفريق بأفضل طريقة لمواجهة خصم عنيد مثل هولندا، والتي تُعد من المنتخبات التي تشهد حاليًا صحوة كروية بقيادة مجموعة من اللاعبين الشباب المميزين.
أسينسيو وبداية حلم المنتخب المؤجل
بالنسبة لأسينسيو، فإن هذا القرار يعني تأجيل حلمه بتمثيل المنتخب الإسباني في بطولة رسمية، رغم الأداء الثابت الذي قدمه مع ريال مدريد خلال الموسم الحالي. اللاعب الذي يُعد أحد اكتشافات المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي هذا الموسم، نال إشادة النقاد والمتابعين بفضل صلابته الدفاعية وقدرته على التعامل مع الكرات العالية، وهو ما كان سيُمثل إضافة مهمة لدفاع "لاروخا" أمام قوة الهجوم الهولندي.
بينو ومرحلة إعادة التقييم
أما بينو، فعلى الرغم من أنه من الأسماء التي تلقى دعمًا جماهيريًا كبيرًا، إلا أن الاستبعاد قد يُفسّر على أنه رغبة من الجهاز الفني في إعادة تقييم أدائه وإعطائه المزيد من الوقت للتطور، خاصة أن المنتخب يمتلك حاليًا عدة مواهب هجومية قادرة على شغل مركز الجناح، مثل نيكو ويليامز وفيران توريس.
صراع الكبار في ربع النهائي
المنتخب الإسباني يجد نفسه ضمن صراع ناري في ربع النهائي، حيث أوقعت القرعة منتخبات كبرى في مواجهات مباشرة، من بينها منتخبا فرنسا وإيطاليا، إضافة إلى قمة أخرى بين إنجلترا وألمانيا، ما يرفع من سقف التوقعات بالنسبة لجماهير القارة العجوز بشأن النسخة الحالية من البطولة.
دي لا فوينتي ومهمة إعادة الهيبة
من جانبه، يتحمل دي لا فوينتي مسؤولية ثقيلة في هذه البطولة، خاصة بعد الانتقادات التي طالته في فترة سابقة بسبب تذبذب الأداء وغياب الاستقرار في تشكيلة الفريق. المدرب الإسباني يسعى لتكوين مجموعة متجانسة من اللاعبين تجمع بين الخبرة والشباب، لتقديم أداء يعيد الهيبة لكرة القدم الإسبانية.
تاريخ لا يُنسى بين إسبانيا وهولندا
اللقاء المقبل بين المنتخبين يعيد إلى الأذهان ذكريات نهائي كأس العالم 2010، حينما سجل أندريس إنييستا هدفًا قاتلًا في شباك هولندا قاد به إسبانيا إلى التتويج باللقب العالمي لأول مرة في تاريخها، في مباراة لا تزال محفورة في ذاكرة عشاق اللعبة حول العالم.
الخلاصة
في النهاية، يبقى قرار استبعاد أسينسيو وبينو خطوة تثير التساؤلات، خاصة وأنها جاءت في وقت حساس قبل واحدة من أهم مباريات المنتخب الإسباني هذا العام. الأنظار تتجه الآن صوب دي لا فوينتي ولاعبيه لمعرفة كيف سيتعاملون مع قوة هولندا في روتردام، وهل ستأتي هذه القرارات بثمارها أم ستزيد من الضغط على المدرب الإسباني في حال التعثر.