كتبه: محمد عزت
في لقاء اتسم بالإثارة والتقلبات، تلقى نادي لوهافر الفرنسي خسارة قاسية أمام مضيفه أولمبيك ليون بنتيجة 4-2، في المواجهة التي جمعت بين الفريقين مساء الأحد على ملعب جروباما ستاديوم ضمن منافسات الجولة السادسة والعشرين من بطولة الدوري الفرنسي لموسم 2024-2025. الهزيمة زادت من معاناة لوهافر، الذي يبدو أنه دخل في دوامة صراع الهبوط مع دخول الموسم مراحله الحاسمة.
بداية متكافئة وأهداف متبادلة في الشوط الأول
شهدت انطلاقة المباراة تحفظاً نسبياً من كلا الفريقين مع أفضلية طفيفة لصاحب الأرض، فريق ليون، الذي حاول فرض سيطرته على وسط الملعب من خلال امتلاك الكرة والاعتماد على التحركات السريعة للجناحين. وفي الدقيقة 22، ترجم ليون ضغطه بافتتاح التسجيل عن طريق القائد وهداف الفريق ألكسندر لاكازيت من ركلة جزاء، بعد خطأ دفاعي ساذج من لاعبي لوهافر داخل منطقة الجزاء.
وعلى الرغم من هذا التقدم، لم ينجح ليون في الحفاظ على تقدمه طويلاً، حيث عاد لوهافر سريعاً للمباراة بعد أن حصل على ركلة جزاء مماثلة، تولى تنفيذها بنجاح عبد الله توري في الدقيقة 31، ليعيد اللقاء إلى نقطة التعادل ويعطي لفريقه دفعة معنوية لمواصلة البحث عن المزيد.
وعلى عكس سير اللقاء في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، باغت لوهافر الجميع بتسجيل هدف ثانٍ عبر اللاعب خوسيه كازيمير في الدقيقة 45، مستفيداً من تمريرة ذكية داخل منطقة الجزاء أسكنها الشباك ببراعة، ليخرج الفريق الضيف متفوقاً في النتيجة مع نهاية الشوط الأول، وسط حالة من الدهشة لجماهير ليون.
الشوط الثاني.. انقلاب حاسم من ليون
عاد الفريقان إلى أرضية الملعب في الشوط الثاني وسط توقعات بأن يحاول لوهافر الحفاظ على التقدم عبر تأمين دفاعاته، إلا أن الأمور سارت عكس ذلك تماماً. حيث فرض ليون هيمنته بشكل كامل على مجريات اللعب، بفضل تغييرات مدربه الذي دفع بعناصر هجومية إضافية لتكثيف الضغط على الخط الخلفي للضيوف.
وكانت البداية مع اللاعب الشاب مالك فوفانا الذي استطاع في الدقيقة 78 أن يعيد ليون إلى التعادل بهدف مستحق بعد جملة هجومية سريعة أربكت دفاعات لوهافر التي بدت مهزوزة. بعدها، واصل ليون ضغطه الهائل، ليحرز جيورج ميكونادزي الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة 82 بعد خطأ دفاعي قاتل، وسط حالة من الانهيار البدني والذهني للاعبي لوهافر.
ولم يكتف ليون بذلك، بل وجه الضربة القاضية في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي عبر نازارينو بازان، الذي سجل الهدف الرابع مؤكداً حصد فريقه لنقاط المباراة الثلاث، في مواجهة أكدت على الفوارق الكبيرة بين مستوى الفريقين في الشوط الثاني تحديداً.
كوكا يدخل كبديل وتأثير محدود على مجريات اللقاء
على صعيد المشاركات الفردية، جلس المهاجم المصري أحمد حسن كوكا على دكة البدلاء منذ بداية اللقاء، قبل أن يقرر الجهاز الفني للضيوف الدفع به في الدقيقة 71 بديلاً عن عيسى سوماري، في محاولة لتنشيط الهجوم والاستفادة من خبراته داخل منطقة الجزاء.
ورغم سعي كوكا للظهور بأداء مؤثر، إلا أن سيطرة ليون على الكرة وقوة دفاعاته لم تمنحه المساحات الكافية أو الفرص الواضحة للتسجيل، ليواصل اللاعب صيامه عن الأهداف في المباريات الأخيرة. وأصبح بذلك قد شارك في 9 مباريات بالدوري هذا الموسم سجل خلالها هدفين فقط، وهو معدل بعيد عن طموحات جماهير لوهافر التي تعول عليه في المباريات القادمة للمساهمة في إنقاذ الفريق من خطر الهبوط.
جدول الترتيب.. صراع الهبوط يشتعل ولوهافر في موقف صعب
بهذه الخسارة، تجمد رصيد لوهافر عند 21 نقطة في المركز السادس عشر، ليبقى ضمن الأندية المهددة بالهبوط، خاصة بعد فشله في تحقيق الفوز في أكثر من مباراة متتالية. ويعاني الفريق من تراجع في الأداء والنتائج بعدما اكتفى بالتعادل في الجولة الماضية أمام سانت إتيان بهدف لمثله، ليكون بذلك قد جمع نقطتين فقط من آخر أربع مباريات.
في المقابل، قفز ليون بهذا الانتصار المهم إلى المركز الخامس برصيد 45 نقطة، ليواصل مطاردته للمربع الذهبي والتأهل للمسابقات الأوروبية في الموسم المقبل، في ظل الأداء التصاعدي للفريق منذ انطلاق مرحلة الإياب.
الأداء الفني وتحليل شامل للمباراة
ظهر ليون بشكل مميز خاصة في الشوط الثاني بفضل التغييرات الهجومية الفعالة التي قادها المدرب، إضافة إلى تألق عناصر الوسط والهجوم الذين صنعوا الفارق من خلال الضغط العالي واستغلال أخطاء الخصم، وهو ما مكنهم من قلب الطاولة على لوهافر الذي اكتفى بالدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة دون فعالية كبيرة.
أما لوهافر، فرغم البداية الجيدة وتقدمه بهدفين لهدف مع نهاية الشوط الأول، إلا أن مشكلاته الدفاعية ظلت قائمة، حيث افتقد الفريق للترابط بين خطوطه الثلاثة، ووضح جلياً تراجع المعدل البدني للاعبيه في الشوط الثاني، مما سمح لليون بفرض أسلوب لعبه وإحراز ثلاثة أهداف متتالية.
ماذا ينتظر لوهافر في الجولات القادمة؟
يدخل لوهافر المرحلة الحرجة من الموسم وهو مطالب بتحقيق نتائج إيجابية في الأسابيع القليلة المقبلة إذا أراد تجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية. ويحتاج الفريق لتحسين أدائه الدفاعي بشكل خاص، إضافة إلى استعادة فعاليته الهجومية التي غابت في عدة مباريات.
وتبقى مسألة استغلال قدرات كوكا بشكل أكبر محل نقاش بين الجماهير والمتابعين، حيث يترقب الجميع عودة اللاعب لمستواه الحقيقي ليساعد الفريق على الخروج من مأزقه.
خاتمة
يمكن القول إن مباراة لوهافر أمام ليون جسدت الواقع الصعب الذي يعيشه الفريق هذا الموسم، بين طموحات البقاء في الدوري وأداء متواضع لا يرتقي لمستوى المنافسة. أما ليون، فقد أكد أنه أحد الفرق المرشحة بقوة لإنهاء الموسم في المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، بفضل الخبرة والقدرات الفنية لعناصره.
الجولات المقبلة ستكون مصيرية بالنسبة للضيوف، فهل يتمكن لوهافر من العودة للمسار الصحيح؟ وهل يستعيد كوكا بريقه ويقود الفريق لتحقيق الانتصارات؟ أسئلة تنتظر الإجابة مع صافرة نهاية الموسم.