recent
أخبار ساخنة

محمد بن زايد يعرب عن تضامن الإمارات مع الصومال عقب محاولة اغتيال الرئيس حسن شيخ محمود

محمد بن زايد يعرب عن تضامن الإمارات مع الصومال عقب محاولة اغتيال الرئيس حسن شيخ محمود


في موقف يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصومال الفيدرالية، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، اتصالاً هاتفياً بنظيره الصومالي حسن شيخ محمود، اطمأن خلاله على سلامته وسلامة الشعب الصومالي عقب الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف الرئيس الصومالي وأودى بحياة عدد من الضحايا وأدى إلى سقوط جرحى من الأبرياء.

تعازٍ صادقة وتأكيد على التضامن

خلال هذا الاتصال، عبّر الشيخ محمد بن زايد عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأسر الضحايا وللشعب الصومالي الشقيق، مشدداً على أن دولة الإمارات تقف قلباً وقالباً إلى جانب الصومال في مواجهة كافة أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار هذا البلد العربي والإفريقي الهام.

وأكد رئيس دولة الإمارات، الذي لطالما تبنى مواقف داعمة لاستقرار المنطقة الإفريقية، أن الإمارات لن تدخر جهداً في دعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن في الصومال، ومكافحة الجماعات الإرهابية التي تعبث بأمنه وتسعى إلى تقويض مسيرته التنموية.

الرئيس الصومالي يثمّن موقف الإمارات

من جانبه، أعرب الرئيس حسن شيخ محمود عن شكره العميق وامتنانه للشيخ محمد بن زايد على هذه اللفتة الكريمة والمشاعر الأخوية الصادقة التي تعبر عن متانة العلاقات بين الشعبين الشقيقين، مقدراً الموقف الإماراتي الثابت والداعم للصومال في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي يمر بها.

وأشار الرئيس الصومالي إلى أهمية هذا التضامن العربي مع بلاده، لا سيما في ظل المرحلة الصعبة التي تشهدها الصومال في مواجهة التنظيمات المتطرفة التي تسعى لإشاعة الفوضى وعرقلة جهود الحكومة في بسط الاستقرار وتحقيق التنمية.

إدانة إماراتية للهجوم الإرهابي

وكانت دولة الإمارات قد سارعت إلى إصدار بيان رسمي دانت فيه بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف الرئيس الصومالي، حيث عبّر الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة، عن موقف الإمارات الراسخ والرافض لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب.

وأكد الشيخ شخبوط أن هذه الأفعال الإجرامية تتنافى مع كافة القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، وتشكل تهديداً للأمن والاستقرار ليس في الصومال وحده، بل في منطقة القرن الإفريقي برمتها، موضحاً أن الإمارات تؤمن بضرورة تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب واجتثاثه من جذوره.

تعازي الحكومة الإماراتية إلى الشعب الصومالي

وفي البيان ذاته، عبّرت دولة الإمارات عن خالص تعازيها ومواساتها إلى الحكومة الصومالية وإلى أسر الضحايا الذين سقطوا جراء هذا العمل الإرهابي الآثم، متمنية الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدة دعمها لكافة الجهود المبذولة من أجل استقرار وأمن الصومال.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة دولة الإمارات الداعمة للسلم والاستقرار في المنطقة الإفريقية، وسعيها الدائم إلى بناء علاقات متينة مع الدول الإفريقية تقوم على التعاون والشراكة ومواجهة التحديات المشتركة.

الإمارات.. شريك استراتيجي للصومال في مواجهة الإرهاب

لم يكن موقف الإمارات حيال الهجوم الأخير على الرئيس الصومالي حدثاً منفصلاً، بل امتداداً لدورها التاريخي في دعم الصومال وشعبه في مختلف الظروف، حيث قدمت الإمارات على مدار السنوات الماضية مساعدات إنسانية وتنموية ضخمة لهذا البلد الذي يعاني من ويلات الحروب والتطرف.

كما شاركت الإمارات بفعالية في دعم القوات الأمنية الصومالية، وساهمت في تعزيز قدرات الصومال في مواجهة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها حركة الشباب المتطرفة التي ما تزال تشكل تهديداً للأمن الوطني الصومالي والإقليمي.

تحركات دولية واسعة لإدانة الاعتداء

الهجوم الأخير الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي في محاولة اغتيال فاشلة أثار ردود فعل غاضبة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث توالت بيانات الإدانة من مختلف العواصم العربية والغربية، وسط دعوات بضرورة التصدي الحاسم للإرهاب والعمل على استئصال مسبباته.

وفي هذا السياق، شددت تقارير دولية على أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في دعم جهود مكافحة الإرهاب في الصومال، سواء عبر التنسيق الأمني أو من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية التي تساهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي وتحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف.

الهجوم.. تفاصيل أولية

وبحسب مصادر صومالية رسمية، فإن الاعتداء الذي وقع مؤخراً استهدف الرئيس حسن شيخ محمود أثناء زيارة ميدانية له في إحدى المناطق الحساسة جنوبي العاصمة مقديشو، حيث تم استهداف موكبه بعبوة ناسفة تبعها إطلاق نار كثيف من قبل عناصر إرهابية.

ورغم أن الرئيس الصومالي نجا من الحادث دون أن يصاب بأذى، إلا أن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من حراسه الشخصيين وإصابة آخرين من مرافقيه، مما أثار قلقاً واسعاً حيال تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في البلاد.

الإمارات والصومال.. علاقات متجذرة وتعاون مستمر

تعد العلاقات بين الإمارات والصومال نموذجاً للعلاقات الأخوية التي تقوم على الدعم المتبادل والتعاون في كافة المجالات، حيث شهدت السنوات الأخيرة تعزيز الشراكات الثنائية بين البلدين، خاصة في مجالات الأمن والتنمية والاقتصاد.

وقد حرصت الإمارات، عبر مؤسساتها الإنسانية مثل "الهلال الأحمر الإماراتي"، على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى الصومال في أوقات الأزمات، إضافة إلى تنفيذ مشروعات تنموية وبُنى تحتية ساهمت في تحسين أوضاع المواطنين الصوماليين في مختلف الأقاليم.

رسائل الدعم تتواصل

في خضم هذه التطورات، يتوقع المراقبون استمرار التحركات الإماراتية الداعمة للصومال، سواء عبر اتصالات سياسية رفيعة المستوى أو من خلال مبادرات إنسانية إضافية تستهدف دعم جهود الحكومة الصومالية في إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعزيز الاستقرار في البلاد.

وتبقى الإمارات واحدة من أبرز الشركاء الدوليين الذين يقفون إلى جانب الصومال في معركته ضد الإرهاب والتطرف، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد في اتصاله الأخير بالرئيس الصومالي، حيث شدد على التزام الإمارات بدعم أمن واستقرار الصومال والمنطقة.

خاتمة

يؤكد هذا الموقف الإماراتي الثابت أن أبوظبي ماضية في نهجها الإنساني والدبلوماسي القائم على نصرة الشعوب العربية والإفريقية في مواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها الإرهاب، وأنها ستبقى داعماً رئيسياً للسلام والاستقرار في القارة الإفريقية.


google-playkhamsatmostaqltradent