تيك توك بين الحظر والبيع.. كيف سيؤثر مستقبل التطبيق على المشهد الرقمي؟
شهدت منصة تيك توك تطورات مثيرة في الآونة الأخيرة، حيث تواجه الشركة الأم، بايت دانس، ضغوطًا متزايدة لبيع التطبيق أو مواجهة الحظر في الولايات المتحدة. وقد صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن إدارته تجري محادثات مع أربع مجموعات مختلفة بشأن بيع المنصة، ما يضع التطبيق في مرحلة حاسمة من تاريخه الرقمي.
الخلفية: لماذا يواجه تيك توك خطر الحظر؟
ترجع الأزمة الحالية إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، حيث ترى السلطات الأمريكية أن تيك توك قد يكون مصدراً محتملاً لجمع البيانات لصالح الحكومة الصينية. على هذا الأساس، تم سن قانون يُلزم بايت دانس ببيع التطبيق أو مواجهة الحظر، ودخل القانون حيز التنفيذ في 19 يناير 2025. ولكن بعد ذلك بيوم واحد، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يؤجل تطبيقه لمدة 75 يومًا، ما أعطى تيك توك مزيدًا من الوقت لإيجاد حل بديل.
تأجيل تنفيذ الحظر: فرصة للمفاوضات
وفقًا للأمر التنفيذي الجديد، سيتم تعليق الحظر لمنح السلطات الأمريكية مزيدًا من الوقت لتقييم تأثيره والتوصل إلى حل يوازن بين مخاوف الأمن القومي واستمرار التطبيق دون تعطيل ملايين المستخدمين. وأوضح ترامب في تصريحه: "وجهت المدعي العام بعدم اتخاذ أي إجراء لتنفيذ القانون لمدة 75 يومًا"، ما يمنح المنصة فرصة لتقديم مقترحات بديلة.
في ظل هذا الغموض، أبدى عدد من المشترين المحتملين اهتمامهم بشراء تيك توك، من بينهم فرانك مكورت، المالك السابق لفريق لوس أنجلوس دودجرز للبيسبول. وتشير التقديرات إلى أن قيمة تيك توك قد تصل إلى 50 مليار دولار، ما يجعله واحدًا من أكثر التطبيقات قيمة في السوق الرقمي.
ترامب يقترح إنشاء صندوق ثروة سيادي لشراء تيك توك
في خطوة غير متوقعة، وقع ترامب في فبراير 2025 أمرًا تنفيذيًا آخر ينص على إنشاء صندوق ثروة سيادي يمكن أن يكون أحد الأدوات المحتملة لشراء تيك توك. وقد تم تكليف وزارتي الخزانة والتجارة بوضع خطة خلال 90 يومًا تحدد مصادر التمويل المحتملة واستراتيجيات الاستثمار الخاصة بالصندوق.
إذا تم تنفيذ هذه الفكرة، فقد يشكل ذلك تحولًا في السياسة الاقتصادية الأمريكية، حيث سينضم الاقتصاد الأمريكي إلى قائمة الدول التي تمتلك صناديق استثمار حكومية. ولكن على عكس هذه الدول، تعاني الولايات المتحدة من عجز كبير في الميزانية، مما قد يجعل تنفيذ هذه الفكرة صعبًا ما لم تتم الموافقة عليها من قبل الكونجرس.
وأوضح ترامب أن الصندوق يمكن تمويله من خلال "التعريفات الجمركية وأدوات مالية أخرى"، مشيرًا إلى أن "الوقت قد حان ليكون لدى الولايات المتحدة صندوق ثروة سيادي"، وهو مقترح سبق أن قدمه لدعم مشاريع البنية التحتية والصناعات الاستراتيجية.
التأثير المحتمل لحظر تيك توك على المستخدمين والشركات
يُعد تيك توك أحد أكثر التطبيقات شعبية بين المستخدمين الشباب في الولايات المتحدة، حيث يعتمد العديد من صناع المحتوى على المنصة لتحقيق دخل مستدام. كما تستخدم العلامات التجارية الكبرى تيك توك كأداة رئيسية للتسويق الرقمي، مما يعني أن الحظر قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
كما أن الحظر قد يفتح الباب أمام تطبيقات منافسة مثل إنستغرام ريلز ويوتيوب شورتس للاستحواذ على الحصة السوقية التي يشغلها تيك توك حاليًا. وقد بدأت هذه المنصات بالفعل في تطوير ميزات جديدة لجذب مستخدمي تيك توك، مما يخلق منافسة شرسة في سوق الفيديوهات القصيرة.
البدائل المحتملة لتيك توك في حال الحظر
في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق لبيع التطبيق، فإن الخيارات المتاحة أمام المستخدمين في الولايات المتحدة قد تشمل:
- استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN): قد يحاول بعض المستخدمين التحايل على الحظر باستخدام VPN للوصول إلى التطبيق من خارج الولايات المتحدة.
- الانتقال إلى منصات أخرى: مثل إنستغرام ريلز ويوتيوب شورتس، اللذان يوفران ميزات مشابهة لتيك توك.
- إطلاق تطبيق جديد: قد تلجأ بايت دانس إلى تطوير تطبيق مشابه لتيك توك لكن بمعايير أمنية جديدة تتوافق مع المتطلبات الأمريكية.
الخلاصة: ما هو مستقبل تيك توك؟
مع اقتراب نهاية مهلة الـ 75 يومًا، تبدو الخيارات أمام تيك توك محدودة. فإما أن يتم التوصل إلى اتفاق لبيعه، أو أن تضطر بايت دانس إلى إيقاف نشاطه في الولايات المتحدة. وبينما تظل هناك فرصة للمفاوضات، فإن المستقبل القريب سيحدد بشكل نهائي ما إذا كان تيك توك سيظل جزءًا من المشهد الرقمي الأمريكي أم لا.