حنان ترك.. رحلة فنية مؤثرة وقرار الاعتزال الذي غيّر حياتها
تحتفل اليوم الفنانة حنان ترك بعيد ميلادها الخمسين، وهي واحدة من أبرز نجمات جيلها، حيث قدمت أعمالًا متميزة تركت بصمة في الدراما والسينما المصرية. وعلى الرغم من ابتعادها عن الأضواء منذ سنوات، إلا أن اسمها ما زال حاضرًا بقوة في ذاكرة الجمهور، خاصة مع مسيرتها الحافلة بالتنوع والتحديات التي واجهتها.
النشأة والبدايات الفنية
وُلدت حنان ترك في 7 مارس 1975 بمحافظة القاهرة، وكانت تحلم منذ صغرها بأن تصبح راقصة باليه محترفة. التحقت بمعهد الباليه ودرسته بجدية، مما أكسبها رشاقة وخفة حركة انعكست لاحقًا على أدائها التمثيلي. ومع ذلك، سرعان ما تغير مسار حياتها عندما دخلت عالم التمثيل في أوائل التسعينيات.
أولى خطواتها نحو النجومية جاءت عام 1991، عندما شاركت في فيلم "رغبة متوحشة" إلى جانب النجمة نادية الجندي والنجم محمود حميدة. قدمت دورًا لافتًا، مما جعل الأنظار تتجه نحوها سريعًا. لم يكن هذا العمل سوى البداية، حيث انطلقت بعده في تقديم العديد من الأفلام والمسلسلات التي أكدت موهبتها.
أعمالها السينمائية.. من يوسف شاهين إلى الكوميديا الاجتماعية
شهدت مسيرة حنان ترك تنوعًا فنيًا كبيرًا، إذ تعاونت مع كبار المخرجين، وعلى رأسهم يوسف شاهين الذي قدمها في فيلم "المهاجر" عام 1994. كانت هذه التجربة نقطة تحول في مشوارها، حيث وصفها شاهين بأنها من أكثر الفنانات موهبة في جيلها.
بعد ذلك، تألقت في أفلام ناجحة مثل:
"جواز بقرار جمهوري" (2001) مع هاني رمزي، حيث قدمت دور فتاة بسيطة تفاجأ بزواجها من رئيس الجمهورية.
"حرامية في كي جي 2" و**"حرامية في تايلاند"** مع كريم عبد العزيز، حيث أثبتت براعتها في الأدوار الكوميدية.
"سهر الليالي" (2003)، الذي يعتبر من أهم الأفلام الجماعية في السينما المصرية الحديثة.
"الآباء الصغار" (2006)، حيث عملت مع النجم السوري دريد لحام في قصة درامية إنسانية.
ورغم نجاحها في السينما، كانت الدراما التلفزيونية لها نصيب كبير في مسيرتها.
التألق في الدراما التلفزيونية
استطاعت حنان ترك أن تكون واحدة من نجمات الدراما المصرية، حيث قدّمت أعمالًا لاقت نجاحًا جماهيريًا، منها:
"لن أعيش في جلباب أبي" (1996)، حيث قدمت دور الابنة المدللة للحاج عبد الغفور البرعي (نور الشريف).
"نصف ربيع الآخر" (1996) مع يحيى الفخراني، حيث قدمت شخصية معقدة أظهرت موهبتها الكبيرة.
"أوبرا عايدة" (2000)، وهو أحد أبرز أدوارها التي جمعت بين الدراما الاجتماعية والقضايا القانونية.
"سارة" (2005)، الذي ناقش قضية التوحد، حيث قدمت دور فتاة تعاني من هذا المرض، وأبدعت في تجسيده.
"أحلام عادية" (2005)، الذي جمعها مجددًا بيسرا في دراما اجتماعية شيقة.
ارتداء الحجاب والتوقف عن التمثيل
في عام 2006، أعلنت حنان ترك ارتداء الحجاب، وهو القرار الذي أحدث ضجة كبيرة في الوسط الفني. رغم ذلك، حاولت الاستمرار في تقديم أعمال تتناسب مع قناعاتها الجديدة، فشاركت في مسلسلات مثل "هانم بنت باشا" و**"القطة العامية"**، كما قدّمت صوتها في أفلام الرسوم المتحركة مثل "سوبر هنيدي".
لكن مع مرور الوقت، وجدت أن الاستمرار في التمثيل حتى مع الحجاب لا يتناسب مع رؤيتها للحياة، فقررت الابتعاد عن الوسط الفني تمامًا بعد آخر أعمالها "أخت تريز" عام 2012، حيث ناقشت فيه العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
الحياة بعد الاعتزال
بعد اعتزالها، تفرغت حنان ترك لعائلتها، وكرست حياتها لأطفالها، كما دخلت عالم ريادة الأعمال من خلال مشاريع خاصة بعيدًا عن الفن. وعلى الرغم من ابتعادها، ما زالت حاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تشارك متابعيها ببعض آرائها وأفكارها.
وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت شائعات كثيرة عن عودتها للفن، لكنها أكدت مرارًا أنها لا تفكر في ذلك، وأنها سعيدة بحياتها الحالية.
الإرث الفني والتأثير الذي تركته
رغم ابتعادها عن الشاشة، لا تزال أعمال حنان ترك تحظى بإعجاب الجماهير، خاصة أنها قدمت شخصيات متنوعة بين الكوميديا، الدراما، والأدوار الرومانسية والاجتماعية. كما أنها تعتبر نموذجًا للفنانة التي استطاعت أن تتخذ قرارات جريئة، بعيدًا عن حسابات الشهرة والنجومية.
وبينما تحتفل اليوم بعيد ميلادها الخمسين، تبقى ذكريات أعمالها محفورة في قلوب محبيها، الذين يتساءلون دائمًا: هل يمكن أن تعود حنان ترك إلى الشاشة مرة أخرى، أم أن قرار الاعتزال نهائي لا رجعة فيه؟