في صباح الثلاثاء، ودّع نادي برشلونة الإسباني طبيب الفريق الأول، كارليس مينيارو، الذي وافته المنية بشكل مفاجئ خلال معسكر الفريق قبل مباراة أوساسونا. وجاء هذا الرحيل المفاجئ ليترك أثرًا عميقًا داخل أروقة النادي الكتالوني، حيث قررت رابطة الدوري الإسباني تأجيل المباراة تقديرًا لهذه الخسارة.
تفاصيل مراسم الجنازة
أقيمت الجنازة في أجواء يغلب عليها الحزن، بحضور رئيس النادي خوان لابورتا، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة داخل الفريق، مثل الحارس وقائد الفريق مارك أندريه تير شتيجن، والمدير الرياضي ديكو، والمستشار الفني بويان كركيتش. كما شهدت المراسم مشاركة واسعة من عائلة الراحل، التي تلقت الدعم والمواساة من الحاضرين، الذين أكدوا على مدى تأثير مينيارو في مسيرة الفريق الطبية والرياضية.
غياب لاعبي الفريق الأول وحضور ممثلي الأندية الأخرى
بسبب الارتباطات الرياضية، لم يتمكن لاعبو الفريق الأول من حضور الجنازة، إذ كانوا منشغلين بالتحضيرات لمباراتهم المصيرية ضد بنفيكا البرتغالي في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، عبّر اللاعبون عن رغبتهم في تحقيق الفوز بهذه المباراة كنوع من التكريم لذكرى طبيبهم الراحل، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من الفريق لسنوات طويلة.
على الجانب الآخر، حرص نادي ريال مدريد على تقديم واجب العزاء، حيث أرسل ممثله إيميليو بوتراجينيو نيابة عن الرئيس فلورنتينو بيريز. كما أصدر النادي الملكي بيانًا رسميًا أعرب فيه عن تضامنه مع برشلونة وعائلة مينيارو. ولم يكن ريال مدريد الوحيد الذي أبدى تعاطفه، فقد شارك وفد من نادي إسبانيول أيضًا في الجنازة، تأكيدًا على العلاقة الإنسانية التي تربط الوسط الرياضي الإسباني بعيدًا عن المنافسات الكروية.
مسيرة مينيارو وأثره في الفريق
طوال مسيرته مع برشلونة، لعب كارليس مينيارو دورًا محوريًا في رعاية صحة اللاعبين، وعمل عن كثب مع الجهاز الفني لضمان جاهزية الفريق على مدار المواسم. لم يكن مجرد طبيب للفريق، بل كان صديقًا ومستشارًا موثوقًا به، ما جعل فقدانه صدمة كبيرة للجميع.
لقد قدم مينيارو خدماته للنادي لعقود، وشهد مع الفريق العديد من الإنجازات والتحديات، سواء على المستوى المحلي أو القاري. وقد ترك بصمة واضحة في مسيرة اللاعبين، حيث ساعد العديد منهم في التعافي من الإصابات والعودة إلى الملاعب بأفضل حال.
برشلونة يستعد لمواجهة بنفيكا بروح معنوية متأثرة
رغم الحزن الذي يسيطر على النادي، يتعين على الفريق تجاوز هذه المحنة سريعًا والتركيز على مباراته أمام بنفيكا في دوري أبطال أوروبا، والتي تعد محطة حاسمة في مشواره القاري. وسيحاول اللاعبون بذل أقصى جهودهم لتحقيق الفوز وإهدائه إلى ذكرى طبيبهم الراحل، في لفتة وفاء تعكس مدى ارتباطهم العاطفي به.
التعازي تتوالى من الوسط الرياضي
لم تقتصر التعازي على الأندية الإسبانية فقط، بل تلقى برشلونة العديد من الرسائل من شخصيات رياضية حول العالم، تعبيرًا عن الحزن والتضامن مع النادي وعائلة مينيارو. كما أشاد العديد من الأطباء الرياضيين بدوره الريادي في الطب الرياضي، مؤكدين أنه كان نموذجًا يُحتذى به في مجاله.
ختامًا: فقدان لا يُعوّض، لكن الذكرى تبقى
يبقى كارليس مينيارو جزءًا من تاريخ برشلونة، ليس فقط بسبب عمله الدؤوب، ولكن لأنه كان روحًا داعمة للفريق على مدار سنوات طويلة. وعلى الرغم من أن خسارته تُعد ضربة موجعة للنادي، فإن ذكراه ستظل محفورة في قلوب اللاعبين والجماهير، الذين لن ينسوا أبدًا مساهماته في نجاحات الفريق.