recent
أخبار ساخنة

عمان في اختبار العاصفة الكورية: هل يصمد الأحمر أمام عملاق آسيا في سباق المونديال؟

عمان في اختبار العاصفة الكورية: هل يصمد الأحمر أمام عملاق آسيا في سباق المونديال؟


مواجهة مفصلية في قلب سيؤول

يستعد منتخب عمان لمواجهة مصيرية وغاية في الصعوبة، حين يلتقي نظيره الكوري الجنوبي في العاصمة الكورية سيؤول، ضمن الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. اللقاء المرتقب سيقام مساء الخميس على استاد جويانج عند الساعة الثالثة عصراً بتوقيت مسقط، في ظروف مناخية صعبة ستزيد من تعقيد مهمة الأحمر العماني، الساعي للعودة بنتيجة إيجابية تبقيه في دائرة المنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة للمونديال أو على الأقل إلى الملحق الآسيوي.

المباراة تمثل محطة محورية بالنسبة لكتيبة المدرب الوطني رشيد جابر، الذي يدرك حجم التحديات التي تنتظره أمام منتخب يعد أحد أقوى منتخبات القارة الآسيوية، والمزود بكوكبة من النجوم الذين ينشطون في أبرز الدوريات الأوروبية، ويأتي في مقدمتهم النجم سون هيونج مين لاعب توتنهام الإنجليزي، ولي كانج إن نجم باريس سان جيرمان الفرنسي.

تحضيرات حذرة وسط أجواء قارسة

أكمل منتخب عمان استعداداته لهذه المواجهة الحاسمة من خلال معسكر تدريبي قصير أقيم في العاصمة الكورية، حيث خاض اللاعبون ثلاث حصص تدريبية على الملعب الفرعي، قبل أن ينتقلوا لإجراء الحصة الختامية على أرضية استاد جويانج الرئيسي مساء الأربعاء، في أجواء شديدة البرودة، حيث تشير التوقعات إلى أن درجة الحرارة أثناء المباراة ستنخفض إلى درجتين مئويتين تحت الصفر.

الجهاز الفني العماني بقيادة رشيد جابر، أظهر خلال التدريبات تركيزاً واضحاً على الشقين الدفاعي والتكتيكي، مع محاولة التأقلم مع الظروف المناخية غير المعتادة على اللاعبين، خاصة أن منتخب عمان قادم من أجواء أكثر اعتدالاً في مسقط. وقد شهدت الحصص التدريبية تركيزاً خاصاً على إغلاق المساحات وتنظيم الخط الخلفي لمواجهة الهجوم الكوري السريع والخطير.

ومن أجل الحفاظ على سرية التحضيرات، قرر الجهاز الفني السماح للإعلام بتغطية أول 15 دقيقة فقط من التدريب الأخير، قبل أن يتم إغلاق الحصة بالكامل وفق لوائح المباريات الرسمية، وهو ما يعكس رغبة المدرب في إبعاد اللاعبين عن الضغوط الإعلامية والتركيز الكامل على المباراة.

خطة دفاعية وتحفظ تكتيكي أمام الآلة الكورية

في ظل الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين، من المتوقع أن يدخل منتخب عمان المباراة بخطة دفاعية محكمة تعتمد على أسلوب 5-4-1، وهي الخطة التي تهدف إلى تقليل المساحات والحد من خطورة الكوريين، خاصة في ظل الاعتماد المتوقع للمنتخب الكوري على الهجوم الكاسح منذ الدقائق الأولى كما حدث في مباراة الذهاب.

وكان المنتخب العماني قد عانى خلال مواجهة الذهاب في مسقط، عندما تلقت شباكه هدفاً مبكراً أربك الحسابات، وهو السيناريو الذي يسعى رشيد جابر لتفاديه عبر تعزيز التحفظ الدفاعي، والاعتماد على المرتدات السريعة من خلال مهاجمه عصام الصبحي، الذي يعول عليه الجهاز الفني لاختراق دفاعات كوريا في لحظات التحول الهجومي.

ورغم الطابع الدفاعي المتوقع لخطة عمان، إلا أن اللاعبين يعون جيداً أهمية عدم التراجع الكامل لمنطقة الجزاء، تفادياً للضغط الكوري المتواصل الذي قد ينتج عنه أهداف مبكرة تصعب المهمة أكثر.

ضغط النتائج وضرورة العودة بالنقاط

يدخل منتخب عمان المواجهة وهو يحتل المركز الرابع في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، وسط صراع محتدم على البطاقات المؤهلة إلى المونديال. الأحمر العماني يدرك تماماً أن أي تعثر جديد في سيؤول قد يقلص من فرصه في الحفاظ على آمال التأهل، خاصة مع تبقي مواجهتين حاسمتين خارج أرضه أمام منتخبي الكويت وفلسطين في شهري مارس ويونيو المقبلين.

وتبدو مهمة المنتخب العماني أكثر صعوبة بالنظر إلى نتائجه السلبية خارج الديار حتى الآن، حيث خسر بالفعل مواجهتيه السابقتين خارج ملعبه أمام العراق والأردن، وهو ما يجعله تحت ضغط كبير لتحقيق نتيجة إيجابية أمام كوريا الجنوبية لتفادي السقوط للمرة الثالثة توالياً خارج ملعبه.

هذا السيناريو يزيد من أهمية مواجهة سيؤول، التي تمثل فرصة أخيرة لتعزيز الحظوظ قبل دخول المرحلة الأصعب من التصفيات، حيث ستحدد نتائج الجولات القادمة ملامح المتأهلين إلى كأس العالم أو إلى ملحق آسيا.

كوريا الجنوبية.. خصم بحجم قارة

من جانبه، يخوض المنتخب الكوري الجنوبي المباراة بثقة كبيرة، خاصة أنه يتصدر المجموعة الثانية برصيد مميز، معتمداً على مجموعة من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى. الكوريون يمتازون بالسرعة والقدرة على الضغط العالي واللعب الجماعي المنظم، ما يجعلهم أحد أبرز المرشحين لبلوغ نهائيات كأس العالم بشكل مباشر.

ورغم ضمانهم شبه المؤكد للتأهل، إلا أن الكوريين سيدخلون المباراة بقوة معتادة، لا سيما أمام جماهيرهم في استاد جويانج، حيث يسعون لتقديم أداء هجومي ممتع وتحقيق نتيجة مريحة قبل المراحل الأخيرة من التصفيات.

التاريخ لا يبتسم لعمان

على الصعيد التاريخي، التقى المنتخبان في 5 مناسبات سابقة ضمن مسابقات مختلفة، وكان التفوق الواضح دائماً لصالح منتخب كوريا الجنوبية الذي فاز في 3 مباريات، مقابل فوز وحيد لعمان وتعادل واحد. وتُظهر هذه الأرقام حجم التفوق الكوري الذي لطالما شكل عقدة للأحمر العماني، خاصة في اللقاءات الرسمية.

ومع ذلك، يأمل العمانيون في كسر هذه العقدة وتحقيق مفاجأة تخلط أوراق المجموعة، خاصة أن الكرة العمانية تمتلك عناصر قادرة على مقارعة الكبار، لكنها بحاجة إلى التركيز والقتال طوال 90 دقيقة، مع استثمار أي فرصة قد تلوح أمام المرمى الكوري.

التشكيل المتوقع لمنتخب عمان

وفقاً للمعطيات والتدريبات الأخيرة، من المتوقع أن يبدأ منتخب عمان المباراة بالتشكيل التالي:

حراسة المرمى: إبراهيم المخيني

خط الدفاع: ثاني الرشيدي، أحمد الخميسي، علي البوسعيدي، خالد البريكي

خط الوسط: جميل اليحمدي، صلاح اليحيائي، أرشد العلوي، عبدالله فواز، عبدالرحمن المشيفري

الهجوم: عصام الصبحي


نظام التصفيات: صراع حتى الرمق الأخير

وبحسب لوائح الاتحاد الآسيوي للتصفيات الحالية، يتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما يخوض صاحبا المركزين الثالث والرابع ملحقاً آسيوياً بنظام الدوري المصغر، يتأهل منه المتصدر إلى الملحق العالمي المؤهل إلى النهائيات. وهذا النظام يفرض على منتخب عمان ضرورة القتال حتى الرمق الأخير لضمان التواجد ضمن الأربعة الأوائل على الأقل.

خاتمة: مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة

في ظل المعطيات الحالية، تبدو مهمة الأحمر العماني في سيؤول معقدة، لكنها ليست مستحيلة. صحيح أن مواجهة كوريا الجنوبية على أرضها وأمام جماهيرها وفي أجواء شديدة البرودة تشكل تحدياً قاسياً، إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بالعطاء داخل الملعب، وقدرة اللاعبين على تطبيق التعليمات والتسلح بالروح القتالية قد تصنع الفارق.

منتخب عمان بحاجة إلى التركيز والانضباط الدفاعي واستغلال أي هفوة قد يرتكبها الكوريون، لتحقيق نتيجة إيجابية تعيد الأمل لجماهيره في حلم التأهل لمونديال 2026. وبين الحذر والجرأة، سيقف الأحمر في وجه طوفان كوريا، أملاً في النجاة وحصد نقطة أو ثلاث قد تكون الأغلى في مشوار التصفيات.

فهل يشهد استاد جويانج ملحمة عمانية جديدة؟ أم تكتب كوريا فصلاً آخر من فصول تفوقها التاريخي؟
google-playkhamsatmostaqltradent