recent
أخبار ساخنة

دوناروما يواصل تألقه.. ومنتخب إيطاليا يسخر من إنجلترا وليفربول

دوناروما يواصل تألقه.. ومنتخب إيطاليا يسخر من إنجلترا وليفربول


مقدمة: كرة القدم.. دراما لا تنتهي

كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي مسرح درامي مليء بالإثارة، حيث تُكتب الفصول الحماسية على المستطيل الأخضر، وتمتد أصداؤها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منصة أخرى للمنافسة بين الفرق والمنتخبات وحتى الجماهير. في واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل، استغل الحساب الرسمي لمنتخب إيطاليا تألق حارسه العملاق جيانلويجي دوناروما ليعيد للأذهان ذكريات مؤلمة للإنجليز، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

في مباراة ملحمية جمعت باريس سان جيرمان بليفربول في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، أثبت دوناروما مجددًا أنه الحارس الذي لا يخشى الضغط، بعدما قاد فريقه الفرنسي للتأهل إلى ربع النهائي عقب الفوز بركلات الترجيح، ليؤكد مكانته كواحد من أفضل حراس العالم حاليًا. لكن هذا التألق لم يقتصر تأثيره على الجانب الرياضي فحسب، بل امتد ليشعل حربًا كلامية بين الجماهير الإيطالية والإنجليزية، بعدما استغل حساب منتخب إيطاليا هذا الحدث للسخرية من الإنجليز بطريقة لم تمر مرور الكرام.

دوناروما.. بطل باريس في معركة أنفيلد

لطالما اعتُبر ملعب أنفيلد حصنًا منيعًا أمام خصوم ليفربول، حيث عاشت الجماهير الإنجليزية لحظات لا تُنسى من الانتصارات الدرامية والعودة من بعيد. لكن ليلة الثلاثاء، 11 مارس 2025، كانت مختلفة تمامًا، حيث أصبح هذا الملعب شاهدًا على تألق استثنائي لحارس إيطالي أفسد أحلام الريدز وجماهيرهم المتعطشة لمواصلة المشوار الأوروبي.

بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل، احتكم الفريقان لركلات الترجيح، وهي اللحظات التي تصنع الأبطال أو تحطمهم. لكن بالنسبة لدوناروما، كانت هذه مجرد ليلة أخرى يثبت فيها أنه الحارس الذي لا يهاب التحديات. بتصديه لركلتي ترجيح من داروين نونيز وكورتيس جونز، لم يكن دوناروما ينقذ فقط شباك باريس سان جيرمان، بل كان يعيد للأذهان أمجاده مع المنتخب الإيطالي في نهائي يورو 2020، عندما كان بطل ركلات الترجيح أمام إنجلترا.

السخرية الإيطالية.. بعض الأشياء لا تتغير أبدًا

لم تمر لحظات الانتصار هذه مرور الكرام، فبعد تألق دوناروما وتأهل باريس سان جيرمان، سارع الحساب الرسمي لمنتخب إيطاليا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) إلى استغلال الفرصة للسخرية من الإنجليز، بنشر صورة لدوناروما من نهائي يورو 2020، مرفقة بعبارة: "بعض الأشياء لا تتغير أبدًا".

كانت هذه العبارة أكثر من مجرد تعليق، بل كانت تذكيرًا قاسيًا للجماهير الإنجليزية بما حدث في صيف 2021، عندما انتهى نهائي يورو 2020 بين إيطاليا وإنجلترا على ملعب ويمبلي بنفس السيناريو تقريبًا، حيث تألق دوناروما في التصدي لركلات الترجيح، ليمنح منتخب بلاده اللقب الأوروبي على حساب الأسود الثلاثة. وكأن القدر قرر أن يعيد المشهد بعد أربع سنوات، ولكن هذه المرة على مستوى الأندية، وفي ليلة أوروبية حاسمة، ولكن بنفس النتيجة.. ألم الإنجليز وخيبة أملهم أمام الحارس الإيطالي.

ردود الأفعال.. احتفاء إيطالي وغضب إنجليزي

كما كان متوقعًا، أثار منشور الحساب الإيطالي جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي احتفى فيه مشجعو إيطاليا وباريس سان جيرمان بعبقرية دوناروما وسخروا من إخفاق ليفربول، جاء الرد من الجانب الإنجليزي غاضبًا، حيث اعتبر البعض أن المنتخب الإيطالي يبالغ في استفزاز الإنجليز، خاصة أن ليفربول كان يمثل الكرة الإنجليزية في المنافسات الأوروبية.

الجماهير الإيطالية بدورها وجدت في هذا المنشور فرصة للاحتفال بتفوقهم التاريخي على الإنجليز في اللحظات الحاسمة، فيما رأى البعض الآخر أنه مجرد رد فعل طبيعي على أداء مذهل من حارسهم الأول. أما جماهير ليفربول، فقد انتقدت بشدة المنشور، معتبرة أنه لا داعي للسخرية، خاصة أن ليفربول قدم مباراة قوية وكان قريبًا من العبور لولا تألق الحارس الإيطالي.

دوناروما.. سيد ركلات الترجيح وأيقونة اللحظات الحاسمة

ما فعله دوناروما في ملعب أنفيلد لم يكن مجرد صدفة، بل هو استمرار لمسيرة رائعة لحارس بدأ مشواره الكروي في سن مبكرة مع ميلان، قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان في صفقة أثارت الكثير من الجدل. ومنذ ذلك الحين، وهو يثبت أنه الرقم الصعب في معادلة الفريق الفرنسي، حيث قادهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2023، قبل أن يظهر بأداء أسطوري أمام ليفربول هذا الموسم.

في مسيرته الدولية، لا يختلف الأمر كثيرًا، فقد كان دوناروما حجر الأساس في تتويج إيطاليا بلقب يورو 2020، حينما وقف سدًا منيعًا أمام لاعبي إنجلترا في ركلات الترجيح. ويبدو أن هذا التألق في المواعيد الكبرى أصبح سمة أساسية في شخصيته، حيث يتمتع بثقة كبيرة، وردود فعل سريعة، فضلًا عن قدرته الفائقة على قراءة تحركات منفذي الركلات.

ليفربول وخيبة الأمل الأوروبية

على الجانب الآخر، كانت هذه المباراة ضربة قاسية لفريق ليفربول الذي كان يأمل في تحقيق إنجاز أوروبي جديد. تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب، دخل الفريق المباراة بروح قتالية عالية، ونجح في تقديم مستوى جيد، لكنه اصطدم بعاملين حاسمين: تألق دوناروما، وعدم استغلال الفرص بالشكل الأمثل خلال الوقت الأصلي.

خروج ليفربول بهذه الطريقة يفتح الباب للتساؤلات حول مستقبل الفريق في المنافسات الأوروبية، خاصة أن الجماهير كانت تمني النفس بالذهاب بعيدًا في البطولة، وتعويض الإخفاقات المحلية. لكن كما هي العادة في كرة القدم، التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق، وفي هذه الليلة، كانت كل التفاصيل تصب في مصلحة الحارس الإيطالي العملاق.

السوشيال ميديا.. معركة موازية خارج الملعب

ما حدث بعد المباراة على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس كيف أصبحت كرة القدم أكثر من مجرد لعبة داخل الملعب، بل تحولت إلى حرب نفسية وإعلامية بين الجماهير والفرق وحتى المنتخبات. منشور منتخب إيطاليا لم يكن مجرد تعليق عابر، بل كان شرارة أشعلت جدلًا واسعًا استمر لساعات طويلة بعد المباراة، وسط تفاعل الآلاف من المشجعين حول العالم.

خاتمة: كرة القدم.. بين المجد والمرارة

في النهاية، تظل كرة القدم ساحة للصراع بين المجد والمرارة، حيث يكون هناك دائمًا فائز ومهزوم، وبطل وأيقونة، تمامًا كما كان الحال في هذه المواجهة التي أضافت فصلًا جديدًا لتاريخ التنافس بين إيطاليا وإنجلترا، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. وبينما يحتفل دوناروما وباريس سان جيرمان بعبورهم الأوروبي، سيظل ليفربول وإنجلترا يتساءلون: كيف نوقف هذا الحارس الذي لا يعرف الرحمة في ركلات الترجيح؟


google-playkhamsatmostaqltradent